وكأني بك
لم ترحل.. وأنت فعلا الحاضر دوما هنا وهناك..
ورقات تونسية ـ
كتب حكيم غانمي:
في ذكرى رحيل الصديق
العزيز المرحوم مصطفى صخري المحامي لدى التعقيب والاستاذ الجامعي تعجز كلماتي على
أن تتراصف صياغة لعبارات قد تفي حق الرجل.. وكم هو مؤلم أن يتجاهل الكثير ربما
تناسيا او نسيانا الذكرى الثالثة لوفاة المرحوم مصطفى صخري.. وما هذه الا ورقة بالمناسبة
في حق الرجل رحمه الله..
فما أوحش عالمنا الواقعي
كما لافتراضي ورحيلك الأبدي حتّم يقيننا بأنك لا.. ولن تعود إليه وإلينا البتة..
وما أوحش الدنيا وأنت سارعت الرحيل إلى عالم الخلود دونما كلمة وداع لمن أحبوا
صدقك ولمن عشقوا مواقفك الانسانية.. دونما كلمة وداع لكل من عرفك مباشرة وعن
بعد..
رحلت مسرعا بلا وداع لمن انبهروا حتى التقيد
بمؤلفاتك التي ستبقى مرجعا لكل أهل الذكر في دنيانا الفانية بلا جدال.. ورحلت فجأة
وأنت في عز العطاء.. بلا وداع للجميع.. وكان عليك أن ترحل في سرعة البرق.. وهاهي 3
سنوات تمر اليوم على رحيلك الابدي.. وكأنها دقائق من الزمن لا سنوات منه.. فقط لأن
مشيئة الله عز وجل إختارتك لترحل بلا رجعة وبلا وداع.. ومسرعا..
فما أفسى وقع وحشة كل تلك الأماكن المتعددة.. تلك التي كم تشهد بأنك كنت.. مستقيما.. مجتهدا.. مثابرا.. ناطقا بالحق.. باحثا
هنا وهناك كما في تلك الأماكن المختلفة التي لن ترجع إليها البتة..
لأنك رحلت واقعا.. وكأني بك لم ترحل.. لحقيقة أنك الحاضر دوما هنا وهناك.. بالرغم
من يقيننا بأن رحلت دونما وداع.. فوداعا صديقي الاستاذ مصطفى صخري.. ووداعا ايها
المحامي النزيه والأمين.. والانسان المستقيم والمتزن.. والباحث والمؤلف المتألق
والمبدع.. رحلت بلا رجعة دونما إنذار وبلا وداع لمن أحبوك هنا وهناك.. رحمك الله
وأسكنك جنته الخالدة بإذن الله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.