لقد حلّ أجل.. القول من وحي الألم.. يا عالم..!!..
ورقات تونسية - كتب حكيم غانمي:
مرة اخرى يبتلع البحر بعض من الكادحين بالساعد من بني وطني.. مرة أخرى نجدد فيها العهد مع غدر البحار التي للاسف الشديد وبغدرها هذا.. نطلق العنان لطرح مأساوي تتحمله الحكومة لوحدها.. لا لأننا شعب فقير ومن مواردنا تلك التي يأتيها بحارتنا ممن ربط معهم التعب والارهاق والعذاب عقد أبدي.. من أجل العمل بالساعد بحرا.. قلت الحكومة لوحدها بل وحدها ممن تتحمل ازر مثل هذه المآسي..لأنها تعجز كما عجزت دوما على توفيروسائل ناجعة للانقاذ والبحث عن الغرقى كلما تجدد موعدنا مع حادثة غرق بحري.. وما اكثرها هنا وهناك على امتداد الشريط الساحلي وما يربط بحره من بحار وطنية واقليمية..
وما سر ديباجتي هذه الحزينة الا حادثة غرق مركب الصيد "la victoire" ذو الهوية البحرية " BI 488 " والمصّنف اداريا بولاية صفاقس.. وحادثة الغرق هذه كما علمنا من السلطات الرسمية التونسية.. تعود بداية الى ما بعد الساعة الثانية والنصف من بعد منتصف الليلة الفاصلة بين الاربعاء والخميس الماضي على مسافة لا تقل عن 25 ميلا من جنوب سواحل قرقنة في مربع يقع بين شرق حقل النفط عشتروت وحقل ميسكار للغاز وبعمق للبحر يتراوح بين 60 و70 مترا بعد ان كان مركب الصيد البحري بصفاقس غادر ميناء نحو البحر يوم السبت 24 فيفري 2013 وعلى متنه 13 بحارا.. وهم من التونسيين ممن كان الوداع المجهول ينتظرهم.. دون يكون لهم وكما لاهاليهم ادنى شك بانهم من الخارجين انذاك دون عودة..
والمؤلم جدا ان حكومتنا لا تعطي قيمة لتوفير احدث التجهيزات واجودها انقاذا وهو ما يطرح ككل مرة نسجل فيها غرق مركب صيد بحري على متنه من اهالينا ممن امتهنوا الصيد البحري.. علما وان عجز الاجهزة الرسمية التونسية على العثور على المركب المفقود ومعه البحارة الـ 13.. وما زاد في حيرة وقلق اكثر اهالي البحارة ممن لا خبر عنهم احياء ولا بصيص أمل يوصل الى جثثهم.. علاوة على الحزن والاسى والبكاء والدمار النفسي.. هو التدخل المدني والعسكري بحثا عن المفقود "المركب" والمفقودين البحارة" منذ ايام والى الان.. لكن دون جدوى.. وهي فرصة للتأكيد علنا على انه من واجب الحكومة اليوم ان تعزز التجهيزات والاليات البحرية ان كان للسلط المدنية او حتى العسكرية للتدخل بنجاعة كلما نسجل حالات فقدان او غرق لمراكب الصيد البحري التونسية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.