وداعــــــــــــــــا يــا عــمــلاق الــطــرب الـعـربــي:
ورقات تونسية - كتب حكيم غانمي:
وديع الصافي المطرب والملحن اللبناني الكبيرتوفي يوم الجمعة 11 أكتوبر 2013 عن عمر ناهز 92 عاماً.. رحل عن دنيانا بعد مسيرة فنية فذة وجد فريدة أهلته لإنتزاع لقب "عملاق الطرب" في كل أرجاء العالم العربي.. والصافي ولد يوم نوفمبر 1921 بقرية "نيحا الشوف" وسط عائلة فقيرة الحال سيما وان اسمه الحقيقي هو وديع فرنسيس ووالده اسمه بشارة يوسف جبرائيل فرنسيس امتهن رتبة رقيب بالحرس اللبناني..
وما كان وديع الصافي يتألق عاليا في سماء الاغنية العربية المتميزة لولا الفقر والحرمان الذي عاشه مذ طفولته وهو الثاني ترتيبا بين 8 اخوة.. وبداية اشعاعه كان سنة 1930 حينما نزحت عائلته إلى بيروت.. وما ان بلغ وديع الصافي عمر 9 سنوات حتى كتب له الدخول الى مدرسة دير المخلص الكاثوليكية.. ليتوقف عن دراسته بعد 3 سنوات بسبب ادمانه عالم الموسيقى.. وهذه بعض المحطات المهمة في حياة الفنان الرائع والراحل الى الابد وديع الصافي ننشرها بموقع "ورقات تونسية" بمناسبة وفاة الرجل المبدع.. رحمه الله:
** في عام 1938 وبينما كان وديع في عمر الـ17، دخل عليه شقيقه توفيق يحمل قصاصة ورق عن إعلان لمسابقة غنائية تنظمها إذاعة لبنان الرسمية، والمعروفة حينذاك بإذاعة "الشرق الادنى."..
** شارك وديع في المسابقة ونال الجائزة الأولى في الغناء من بين 40 متبارياً، ولشدة إعجاب لجنة التحكيم بصوته، وفي مقدمهم رئيسها إميل خباط، طلبت منه الانتساب رسمياً إلى الإذاعة، وأطلقت عليه اسم وديع الصافي، بدلاً من وديع فرنسيس.
** استطاع الصافي، وفي فترة قصيرة، إبراز موهبته على أفضل وجه، وكانت أول أغنية فردية له بعنوان "يا مرسال النغم."
** أثناء فترة انتسابه للإذاعة، اضطر الصافي إلى أن يحل مكان أحد الشيوخ ليؤذن لصلاة العصر، انهالت بعدها الاتصالات والرسائل على الإذاعة لتسأل من هو هذا الشيخ صاحب هذا الصوت الشجي.
** سنة 1952، تزوج من ملفينا طانيوس فرنسيس، إحدى قريباته، ورزق منها بدنيا، ومرلين، وفادي، وأنطوان، وجورج، وميلاد.
** أراد وديع الصافي أن يثبت خطواته الفنية أكثر فأكثر، فحاول ذلك جاهداً أوائل الستينيات، عندما عرض عليه نقولا بدران، والد المطربة ألكسندرا بدران، المعروفة باسم "نور الهدى" في مصر، السفر إلى مصر.
** مكث الصافي في القاهرة حوالي عام، تعرف خلاله على ملحنين وممثلين مصريين، ليعود الى لبنان ويتبناه هذه المرة محمد سلمان، زوج المطربة نجاح سلام، وشارك معها في أكثر من فيلم سينمائي، منها "غزل البنات"، ومن ثم مع صباح في "موّال"، و"نار الشوق" عام 1973.
** مع بداية الحرب اللبنانية، غادر وديع لبنان إلى مصر سنة 1976، ومن ثمّ إلى بريطانيا، ليستقرّ سنة 1978 في باريس.. وكان سفره اعتراضاً على الحرب الدائرة في لبنان، مدافعاً بصوته عن لبنان الفن والثقافة والحضارة.
** سنة 1990، خضع لعملية قلب مفتوح، ولكنه استمر بعدها في عطائه الفني بالتلحين والغناء.. فعلى أبواب الثمانين من عمره، لبّى الصافي رغبة المنتج اللبناني ميشال الفترياديس، لإحياء حفلات غنائية في لبنان وخارجه، مع المغني خوسيه فرنانديز، وكذلك المطربة حنين، فحصد نجاحاً منقطع النظير، أعاد وهج الشهرة إلى مشواره الطويل.
** غنّى للعديد من الشعراء، خاصّة أسعد السبعلي، ومارون كرم، وللعديد من الملحنين أشهرهم الأخوان رحباني، زكي ناصيف، فيلمون وهبي، عفيف رضوان، محمد عبدالوهاب، فريد الأطرش، رياض البندك.. ولكنّه كان يفضّل أن يلحّن أغانيه بنفسه لأنّه كان الأدرى بصوته، ولأنّه كان يُدخل المواويل في أغانيه، حتّى أصبح مدرسة يُحتذى بها.
** كان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد.. وأصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضاً، واقترن اسمه بلبنان، وبجباله، كما قيل عنه في مصر أنّه مبتكر "المدرسة الصافية" (نسبة إلى وديع الصافي) في الأغنية الشرقية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.