بحث في الأرشيف

الخميس، 28 أبريل 2016

تحت المجهر: طليق يبيع طفلته بألف دينار.. والأم متمسكة بإسترجاع إبنتها بعد 16 سنة..

المندوب العام لحماية الطفولة يعلم الملف ومأساة تعيشها الأم..
ورقات تونسية ـ كتب حكيم غانمي:
الفقر والخصاصة والحرمان كارثة تخلف المآسي.. وآفة يستغلها البعض لتحقيق ما حرموا منه بشكل طبيعي.. وما أقسى درجات القساواة في.. وعن نفسي والواقع أني أصبحت عاجزا عن التوفيق في تحديد من أين أبدأ..؟؟.. فعلا أعترف أني عجزت عن البداية.. وكيف لي أن أبدأ ورقة اليوم.. وهي تختزل فيما هو موجز.. تختزل معاناة أمّ جاءتني مكتبي باكية.. متألمة.. يائسة.. وكل همّها تحاول إسترجاع إبنتها "شيماء" التي باعها والدها وهي طفلة رضيعة سنة 2000 بمقابل ألأف دينار.. نعم.. وكلاّ.. وأجل.. هذه الأم المسكينة باع زوجها ذاك الزمان طفلتها شيماء بألف دينار وفق تصريحاتها بمكتب عدلي إشهاد بباب سويقة بالعاصمة.. وما هذا الطرح إلا مجرد عبارات موجزة جدا.. ومجرد معاني أقصدها وأعي جيدا قصدها.. ومن خلال ورقة اليوم هذه تفاصيل المآسي..
ملف كفالة وتبني.. بشهادة مهيار المندوب العام لحماية الطفولة
تقول الأم المسماة "قمرة" أنها أنجبت من طليقها الأول الولد محمد "حاليا 21 سنة" وكان قدرها أن تزوجت من رجل يكبرها بـ 20 سنة.. وهو زوجها الذي منه أنجبت بناتها شقيقات نت الأم لبناتها وهن "إيناس" حاليا سنها 19 سنة و"سنية" حاليا عمرها 21 سنة و"شيماء" حاليا لها 17 سنة.. وجراء العجز والفقر والخصاصة والحرمان كان الطلاق حليف الأم "قمرة"..
وبالتالي أصبح الوضع كارثيا بما يوحي بتهديد واضح للام واطفالها مما جعل اجهزة الدولة تتدخل..  فتم إيواء ابنها "محمد" بالمركز الاجتماعي بدوار هيشر بولاية منوبة.. فيما تم ايواء كل من الطفلتين ايناس وسنية الى مركز "sos" بسليانة..
فيما تولت عائلة اصيلة قصور الساف بولاية المهدية تسلم ابنتها الرضيعة "شماء" على سبيل الكفالة المؤقتة وكان ذلك سنة 2000 وهي ما تزال طفلة رضيعة.. وكانت كل هذه الاجراءات قد باشرها مهيار حمادي كمندوب لحماية الطفولة بحكم تعهده الاداري أنذاك.. وللمعلومة فان مهيار حمادي يشغل حاليا خطة المندوب العام لمؤسسة حماية الطفولة بوزارة المرأة والاسرة والطفولة..
استرجاع حضانة أبنائي.. ما عدا ابنتي شيماء التي باعها طليقي..
ووفق تصريحاتها لنا أفادت الأم قمر بكونها تدبرت أمرها كمعينة منزلية مكنها من كراء منزل خوّل لها استرجاع كفالة اطفالها وهم كل من "محمد" و "إيناس" و "سنية" وذلك بتدخل المحكمة المختصة وكل الهياكل الادارية العمومية ذات الاختصاص.. الا انها عجزت عن استرجاع ابنتها الصغرى "شيماء".. ومرت سنوات ناهزت العشرية والنصف ومع تلك السنوات ما تزال الى اليوم هذه الأم عاجزة عن استرجاع ابنتها.. وهذه تفاصيل موجعة جدا.. وملالمة بنسق أعظم..
وأضافت الأم قمر قائلة: "رفعت قضية لاسترجع ابنتي شيماء التي أودعت لدى عائلة بولاية المهدية.. لكن السيدة وحيدة وزوجها علي وهما من تكفلا بتربيتها رفضا تسليمها لي.. وأذكر أنه سنة 2001 على ما أتذكر أوهمتني المعنية بأن ترجع لي ابنتي بمكتب عدلي إشهاد بباب سويقة.. أين إلتقيت معها وطليقي والد ابنتي شيماء.. وبمحضري أمضت وحيدة وطليقي والد شيماء ولا أدري عن فحوى الكتب.. وبعدها سلمت طليقي 1000 دينار نقدا.. وأعلمتني بصريح العبارة بأن شيماء ابنتي أصبحت ابنتها بموجب الشراء .. الشيئ الذي حرمني حتى من ملاقاتها ولو لدقيقة من الزمن.. وكأني لست بأم حملت وأنجبت وأرضعت.."..
 "عندي ما نقلك" رفض المساعدة.. والبديل "ورقات تونسية":
وبمنتهى المرارة وبعمق حيرتها واصلت الأم قمر قولها: "كان ذلك خلال أوائل سنة 2001.. ومنذ ذلك التاريخ الى اليوم لا أعرف عن ابنتي شيماء الموادة سنة 1999 أية معلومة.. وبحكم تعقيد الاجراءات أمام فقري لم أجد من حلّ بموجبه أسترجع إبنتي.. أو على الأقل أعرفها كما أن رغبت أخوتها جامحة جدا في التقابل معها.. مع يقيني بأن عوامل كثيرة كقوة المال والجاه كانت من أسباب حرماني من ابنتي التي لا أعلم عنها الا لما كانت طفلة في عامها الأول.. وها أني بعد أن ضاقت بي الدروب.. وبعد أن رفض برنلامج علاء الشابي "عندي ما نقلك" مساعدتي.. ها أني ألتجأ الي "ورقات تونسية" لتوصل صوتي الى كل العالم.. طالبة أن أحصل على حق طبيعي ألا وهو استرجاع طفلتي التي باعها والدها بمحضري بألف دينار.."..
 نداء علني إلى قضاة الأسرة والنيابة العمومية بهذه المحاكم:
من جهتنا ننشر نداء هذه الأم المتألمة جدا.. ومن حقها أن تكون كذلك.. في انتظار الاتصال بالسلطات المعنية الادارية والقضائية للتدخل وفق ما يسمح به القانون طبعا.. والأهم من كل شيئ في ورقة اليوم أنه من العيب أخلاقيا.. ومن الحرام شرعا أن نترك الفتاة شيماء لا تعرف اخوتها..
 وبالتالي مؤسف جدا أن تترك هذه الأم الفقيرة والتي عانت ويلات الخصاصة وعذابات الحرمان.. وحيدة في مصير مجهول تبحث عن سبل قد توصلها الى ابنتها المسلوبة منها منذ عشرية ونصف من الزمن.. ولن يرتاح لي بال إلا والوصول الى مبتغى هذه الام التونسية..
وبالمناسبة أتوجه بنداء الى مؤسسة النيابة العمومية بكل من المحاكم الابتدائية بتونس1 وتونس 2 والمهدية والى مؤسسة قاضي الأسرة بهذه المحاكم الى التدخل عاجلا بحكم الاختصاص الترابي كل فيما يخصه مساعدة لهذه الأم التي أنهكها حلم لقاء ابنتها.. الأم التي تموت شوقا ككل يوم الى لقاء فلذة كبدها.. ابنتها التي حرمت منها بسبب الفقر والخصاصة والحرمان.. والله لا يضيع أجر المحسنين.. وللحديث بقية.. وللموضوع متابعة بإذن الله تعالى.. والله وحده الموفق.. 
 للتواصل والتفاعل معنا: البريد الالكتروني kimo-presse@hotmail.fr الهاتف 587 636 98

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.