تحقيات إدارية تكشف العكس.. وهـذه تفاصيل أخـرى..
ورقات تونسية - كتب حكيم غانمي:
مؤسف حقا أن نستهدف المرفق العمومي ككل إن ثبت وصحّ إتهام أحد موظفيه أو إطاراته بتهمة ما.. ذلك أن الموظف العمومي بتصرفه الشخصي كمواطن وكانسان حينما يرتكب جنحة أو جناية ما يبقى لوحده معنيا بذلك وبالتالي لا دخل لمقر عمله كمرفق عمومي فيما أتاه.. بهذا التقديم أتوقف من خلال مضمون ورقة اليوم للحديث عن جانب من جوانب ما عرف بـ"الفضيحة الجنسية" بكلية الطب بسوسة.. مع أني لا أملك مشروعية الدفاع أو الإدانة لهذا الطرف أو ذاك.. ومن خلال تحريات وتوضيحات جمعتها حول هذا الموضوع إنطلاقا مما قرأت من تسريبات وأخبار على شاكلة مقالات نشرت بمواقع إلكترونية وصحف ورقية علاوة على ما استمعت اليه من مواقف أذيعت بثا حول هذا الموضوع..
أخلص إلى القول مبدئيا بأن الحكاية لها علاقة بإستهداف كلية الطب بسوسة وبعض رموزها العلمية وقاماتها الطبيّة المتخصصة.. وهو جزء من حملة كما هو واضح من تارخ نشر وبث التسريبات ذاتها والمتزامن و انطلاق الاستعدادات الفعلية لإنتخابات عمادة الكلية ومجالسها العلمية..
وبالرجوع الى وقائع اتهام الطبيب الاستشفائي الجامعي المتهم بالقضية الاخلاقية مع بعض من طالبات كلية الطب بسوسة أرى ان البداية انطلقت كما هو ثابت ببريد إلكتروني أرسل إلى عدد من الأطارات الطبية الإستشفائية.. وبعدها بأيام قليلة بدأ الإهتمام بمضمون البريد الالكتروني اعلاميا.. مما خلق زوبعة بكلية الطب بسوسة أتت بضلالها على عدة مستويات.. وما أعتبره شخصيا مسألة لا تعّد إلا أن تكون ورقة أسف تنّم عن إستهداف هذا الإطار الطبي الإستشفائي الجامعي الذي لم أعرفه ولم اسمع به إلا من خلال ما تضمنه البريد الإلكتروني وما تضمنه..
والواضح أن اي علاقة غرامية بين رجل وإمرأة لا تكون إلا سرية بما يدع العاقل يجزم بأنه لا يعقل أن نسّلم بصحة الإتهام الموّجه للمعني بالأمر طالما لم نشاهد الصور والمقطع التسجيلي المتحدث عنه.. وإن حصل بالفعل.. فأين الضحية التي يمكن إعتمادها وتصريحاتها حتى ندين المعني بالإتهام؟؟.. ولا اخفيكم سرا وكلّنا نعلم أن أساس القضية ينبني عن متضرر أو زاعم للمضرة والفاعل كجان..
وأعتقد أمام إنعدام توّفر هذا الركن المهمّ لا يمكن الإقرار بصحة ما خلق هذه الزوبعة التي هزّت أوساط كلية الطب بتونس ومعها الرأي العام.. خاصة وأن مصادرنا بوزارتي الصحة والتعليم العالي لم تجد من خلال تحقيقاتها الإدارية في الغرض ما يشّرع للقول بوجود فساد أخلاقي للإطار الطبي الإستشفائي الجامعي المتهم اخلاقيا مع بعض من طالباته..
ومن هنا وجب أن نفصل بين حدود التصرفات الشخصية والخاصة والخاصة جدا للموظف العمومي ومكانة المرفق العمومي الذي اليه ينتمي.. ولئن اعترف باني لست من المقتنعين بوجاهة ما يحدث من محاولات للنيل من اسقرار الاوضاع بكلية الطب بسوسة.. فإني على يقين بأن واجب حبنا لبلدنا وغيرتنا على مناعته ومؤسساته العمومية يقتضي توضيح الامور بكل واقعية وبمنتهى الجدية.. وبلا خلفيات ودون مجاملات وبلا تغطية عن المفسدين مهما كانوا ومهما علت شؤونهم.. وللحديث بقية حول تداعيات هذا الموضوع في ورقات قادمة..
البريد الالكتروني kimo-presse@hotmail.fr الهاتف 587 636 98
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.