لا يعقل أن يتحمل الطبيب العمومي نتائج الفساد الإداري..
ورقات تونسية ـ كتب حكيم غانمي:
كلّما تكاثرت فرص الفساد وبخاصة بالمرفق العمومي، كلّما كانت الإدارة السبب ولا غيرها ومن يشرف على دواليبها السبب.. وعلّني بهذا اليقين أكتب ورقة اليوم من وحي أخطر وأكبر ملف فساد ملأ الدنيا وشغل الناس منذ أسابيع.. وبه أعني موضوع استعمال لوالب القلب منتهية الصلوحية بمصحات خاصة وحتى ببعض أقسام أمراض القلب والشراييب والأوعية الدموية بالمستشفيات الجامعية التونسية.. ولن أخوض في الجوانب العلمية لمدى تأثيراتها السلبية ومن عدمها بعد زرعها في مرضى القلب.. وليس من باب الدفاع عن المختصين من اساتذة وأطباء امراض القلب والشراييبن.. ولا حتى من باب ادانتهم سيما وأن استعمال اللوالب منتهية الصلوحية خلق الجدل قانونيا وطبيا وسياسيا وحتى اجتماعيا..
وإنّما من باب قول كلمة حق تأتي ورقة اليوم.. التي من خلالها وجب الإشارة إلى أن ما أكّدته الأستاذة آسيا بوغزالة رئيسة قسم القلب بالمستشفى الجامعي سهلول بسوسة التي قيل إنه تم إعفاؤها من مهامها بعد فضيحة اللوالب منتهية الصلوحية مع أنّها ما تزال تمارس مهامها على رأس قسم أمراض القلب بالمستشفى الجامعي بسوسة.. ومن خلال ما أكّدته الدكتورة بوغزالة بكونها اضطرت لاستعمال لوالب منتهية الصلوحية في حالة واحدة فقط نظرا لخطورة الوضع الصحي للمريض الذي أجريت عليه العملية والذي كان يشكو من قصور قلبي شديد وأنّه كان اللولب الوحيد بالمقاسات المطلوبة للعملية، مؤكدة أنّ الحالة الصحية للمريض جّيدة وتتم مراقبته بانتظام.. نافية في تصريح ل"موزاييك أف أم"أن يكون قد تم زرع لولب منتهي الصلوحية لمريض آخر..
ومن خلال تصريح الاستاذة بوغزالة بأن العديد من المستلزمات الطبية تراكمت في المستشفى منها اللوالب الطبية بسبب عطب في قاعة القسطرة تجاوز الخمسة أشهر، مما جعل المستشفى غير قادر على مجابهة الحالات الإستعجالية مشيرة إلى تعكّر الحالات الصحية لبعض المرضى وتسجيل بعض الوفيات.. خاصة وأنّ ادارة المستشفى توجّهت إلى الوزارة ''بحميع الأساليب والوسائل الممكنة'' لحل المشكل الذي دام 5 أشهر و20 يوما.. ملاحظة أنّ مثل هذا الإشكال لا يمكن أن يتجاوز الساعات في الدول المتقدمة..
فمن خلال هذا التصريح نتبيّن بأن مصالح وزارة الصحة كمرفق عمومي هي المسؤولة أولا وأخيرا.. اذ أن تقصيرها هو الذي حدا باستعمال مفروض للوالب منتهية الصلوحية لغرض انقاذ حياة المريض المعني.. وها هنا وفي هذه الحالة لا لوم على الدكتورة وفريقها الطبي.. والواضح أن تصريحات كهذه نقر بضرورة فتح ملف الفساد الاداري والمتعلق بكيفية ترك قاعة القسطرة بالمستشفى الجامعي سهلول بسوسة بحالة عطب لمدة تقارب نصف السنة.. وهو ما يزيد ارتفاع لنسب تعريض حياة المرضى الى الموت.. ولا جدال في الاقرار بأن ما صرحت به الاستاذة يوغزالة يبقى ادانة لوزارة الصحة ومختلف مصالحها المعنية.. مع اشاذتي بأنه لا.. ولم يسبق لي معرفة المعنية من قبل ولا تربطتني بها اية صلة مهما كان نوعها.. فقط رأيت من واجبي التنبيه الى جانب منسي من جوانب كارثة استعمال اللوالب منتهية الصلوحية بتونس والتي بتداعياتها ملأت الدنيا وشغلت الناس..
للتواصل والتفاعل معنا:
البريد الالكتروني kimo-presse@hotmail.fr الهاتف 587 636 98
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.