بحث في الأرشيف

الجمعة، 12 أغسطس 2016

متابعات: إحتجاز الأستاذة نعمة النصيري داخل مركز بريد صفاقس.. كشف التستر عن فساد مرفقي..

 رئيسة مكتب البريد تورط نفسها بلا موجب.. وهذه التفاصيل..
ورقات تونسية ـ كتب حكيم غانمي:
للإيمان برسالة نبيلة ضرائبها المفروضة بلا شك.. وللنضالات من أجل غد أفضل ضرائب ذات وجع أعمق.. أمّا النضالات في سبيل إنتزاع العدل والإنصاف تبقى ذات ضريبة أعمق وجعا.. هكذا إرتأيت من خلال ورقة اليوم الحديث عن مناضلة تونسية من مناضلي صفاقس عاصمة الجنوب.. وهي التي سخّرت موقعها كمحامية الى الدفاع عن الحريات والتصدي الى التجاوزات الادارية والخروقات القانونية.. وكذا الشأن من موقعها كمواطنة ناشطة بالمجتمع المدني.. وحضورها النضالي بمعية نخبة أخرى من هناك ضارب في التاريخ.. وله وزنه بمعية رفقاء دربها بتونس عامة وبصفاقس خاصة.. وفي كلمة هي الأستاذة نـعـمـة الـنـصـيـري المحامية والناشطة الحقوقية بصفاقس..
وما مرد ذكرها ليس بالإشهار لها وتاريخها النضالي يعفي من تخيّل هذا الغرض.. وإنّما تعرضها الى احتجاز بمعية جمع من المواطنين في اطار جريمة مرفقية هو منطلقي وموجب تعهدي صلب ورقة اليوم.. أنه وخلال الأيام القليلة الماضية وفي عزّ حر احدى أيام الأسبوع الثاني من شهر أوت 2016 كانت الاستاذة نعمة من بين المنتظرين لأدوارهم بمركز بريد باب بحر بصفاقس لقضاء شأنها مع هذا المرفق الحيوي والعمومي.. وفجأة لمحت أحدهم وكان يرتدي الزّي النظامي الخاص بالديوانة.. لمحته وهو يحاول قضاء شأنه دونما المرور بالحصول على رقم دوره في الخدمة من الموزع الآلي.. وكان الديواني ينتقل من شباك خدمة الى آخر وللغرض ذاته بعد رفض تمريره قبل أصحاب الحق في الأولوية.. وبادرت الاستاذة النصيري الى توثيق تلك المهزلة..
حينها حلت رئيسة المكتب البريدي وطالبتها بفسخ ما تضمنه هاتفها الجوال ازاء هذا الخرق الواضح.. وأمام إصرار المحامية نعمة نصيري على الرفض.. لم تجد رئيسة مكتب البريد إلا الأمر لأعوانها بغلق مدخل المركز البريدي.. وإستنجدت بالأمن سلاحها ما لها من صولات وجولات كرئيسة لمرفق عمومي..
فيما سارعت الاستاذة نعمة الاستنجاد برئيس وبعض أعضاء الفرع الجهوي للمحامين بصفاقس وبرئيسئ وبعض أعضاء فرعي الرابطة التونسية للدغاع عن حقوق الانسان بصفاقس الجنوبية والشمالية.. وبسرعة البرق تمّ اتصالهم بمصالح الأمن.. وعلى الفور تحوّل مركز بريد باب بحر بصفاقس الى موقع الحدث..
وكانت الفضيحة قد بلغت فورا الى الرأي العام.. وموضوعها احتجاز للاستاذة نعمة النصيري وبعض ممن كانوا معها بمركز البريد.. ذلك ان الاستاذة النصيري تمسكت بتطبيق التراتيب الجاري بها العمل.. وتحركت كناشطة حقوفية وإحتجت على أن تكون المساواة بين الجميع هي المحصلة في تعامل مكتب البريد بباب بحر بصفاقس.. إذ لا فرق بين حامل الزّي النظامي ولا غيره.. والحال أن الأولوية هي الفيصل والحكم بين الكل ها هنا وهناك..
وكان لمبادرة الاستاذة نعمة بتوثيق ذلك التجاوز أن جعل برئيسة مكتب البريد تتدخل لتسقط في ارتكاب جريمة احتجاز لمواطنين دونما بلا وجه قانوني.. والأكيد ان ما حدث سيعطي الدرس لمجرد انتشار هذا الحدث.. ولولا جرأة وشجاعة الأستاذة النصيري لما كان تناقل الحادثة هنا وهناك.. والأهم أيضا من خلال هذه الحادثة هو أن يعي كل مشرف على مرفق عمومي بأن القانون والاجراءات والتراتيب الادارية هي سيدة الموقف.. وختاما شكرا للاستاذة نعمة النصيري على مبادرتها بتوثيق ما حصل من تجاوزات داخل البريد كمرفق عمومي.. وشكرا لرفاق دربها ممن كانوا على الخط لمجرد تلقيهم النداء.. وتستمر النضالات مهما تكاثرت زوابعهم الرعدية.. ومهما تناثرت محاولات وضع أنفسهم مكان صاحب الحق عسى أن يبرروا ما تعيشيه مؤسساتنا العمومية كمرافق عمومية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.