بحث في الأرشيف

الجمعة، 29 يوليو 2016

تحت المجهر: صيحة فزع لإنقاذ جزيرة قرقنة.. ومن العيب قتلها وعروس البحر رويدا.. رويدا..

أوقفوا تدمير جزيرة قرقنة التي خنقتموها ولوثتموها..
ورقات تونسية ـ كتب حكيم غانمي:
للمرة الأولى أبوح بحقيقة جذورها ضارب في التاريخ.. ولها من الدلالات ما يجعل العالم يعلم حبي لها.. ويصبح داريا بعشقي لها.. إنها جزيرة قرقنة بولاية صفاقس.. من تلك الربوع الجميلة كانت بداياتي الأولى والميدانية في عالم الصحافة.. وللتاريخ أذكر أني للمرة الأولى أدخلها في إطار فعايات مهرجان عروس البحر.. كانت احدى دوراته سببا في زيارتي للمرة الأولى لجزيرة قرقنة وكنت أنذاك كمراسل لاحدى الصحف التي أوفدتني لتغطية فعاليات مهرجانها.. ومنذ ولوجي للجزيرة قصدت مركز الإصطياف للشباب بقرقنة.. وكان لقائي بأول رجل من رجال الثقافة ألا وهو العم جمعة دحمان مدير مركز الاصطياف للشباب بقرقنة.. وفي نفس الوقت من أعضاء هيئة المهرجان.. 

ورفقته حللنا عشية بمنزل سيدي علي العدسي وكان أنذاك مديرا لمدرسة الكلابين وعضو هيئة المهرجان.. وعلى مدار يومين مرت على وجودي هناك بجزيرة قرقنة ولدت بداخلي مشاعر المحبة والعشق لجزيرو قرقنة.. وكانت فرصة من خلالها تعرفت إلى الكثير من "القراقنة" في اطار فعاليات مهرجان عروس البحر بقرقنة.. الذي أعتبره فاصلا مهما في حياتي المهنية.. وإطارا لأن أحب جزيرة قرقنة وكل أهاليها.. إلى أن أصبحت مدمنا على التواصل معها وأهاليها إلى يومنا هذا.. وهو ما جعلني أتوقف من خلال ورقة اليوم للحديث بمنتهى الحزن والأسى عن جزيرة قرقنة.. وبالتحديد عن مهرجان عروس البحر بها..

وما دوافع تناولنا صلب ورقة اليوم لهذا الموضوع الا قرار عملي بإلغاء الدورة السابعة والعشرين لمهرجان عروس البحر بقرقنة والذي كان من المنتظر أن تقام فعالياته تحت شعار عميق المعنى والدلالة وهو "جزيرة قرقنة سفينة النجوم" وذلك من 29 جويلية 2016 إلى 3 أوت 2016 وذلك لأسباب أمنية.. ولئن كشف مدير المهرجان لهذه الدورة انه وعلى الرغم من جهود إدارة المهرجان من اجل تنظيم هذه التظاهرة الثقافية والتطلع من خلالها الى الترويج لجزيرة قرقنة وجعلها وجهة سياحية وثقافية متوسطية وعالمية.. 
إلا ان عدم الاستقرار الأمني الذي شهدته جزيرة قرقنة مؤخرا كان سببا في قرار إلغاء الدورة 27 لمهرجان عروس البحر بالجزيرة.. وهي مناسبة للتأكيد على أن جزيرة قرقنة إستهدفوها فئة من الخونة لغاية تدميرها.. وفعلا حوّلوها من جزيرة جميلة وهادئة.. ومن محيط نظيف ذو مناظر خلاّبة وبحر أروع من كل البحار ذز شواطئ مغرية.. حوّلوها إلى محيط ملوّث.. وحرقوا نخيلها الشامخ.. وزادوا على ذلك أنهم زرعوا فيها الإرهاب إلى أن تحوّلت إلى جزيرة كئيبة وجد حزينة.. وأرادوا لها أن لا تعلن الفرح.. وكيف لجزيرة قرقنة أن تعيش صائفة بلا مهرجانها.. مهرجان عروس البحر في دورته الحالية والتي بلغت الدورة 27..
ولعل تدعور الوضع الأمني بالجزيرة والذي كان سببا مباشرا في.. ولإلغاء مهرجان عروس البحر إنما هو حجة للدلالة عما سبق بيانه..
وهو ما يدعو فعلا الى اطلاق صيحة فزع لإنقاذ جزيرة قرقنة التي بدأت تفقد مكانتها سيما وأنها من أهم المناطق السياحية ببلادنا.. والتي بدأت تفقد عاداتها وتقاليدها وحتى مقومات بقاء صفاتها ومميزاتها اصبح محل قلقل.. 

وهي مناسبة لأطلق صيحة فزع علنية والحال أني لست بقرقني.. ولكن حجم حبي لأهاليها.. وعمق عشقي لها كجزيرة يقنعني بأن أطلق نداءات علنية لإنقاذ الجزيرة.. وأخطر ما في الأمر أن تحرم جزيرة قرقنة من مهرجانها السنوي.. ألا وهو مهرجان عروس البحر.. وما التعلة إلا أن الوضع الأمني لا يسمح بذلك.. فبمنتهى البساطة أين واجب الدولة وحق القراقنة في الأمن..؟؟.. وبالتالي إلى يتواصل تدمير جزيرة قرقنة وقتلها رويدا.. رويدا..؟؟.. إنها فعلا مأساة بحق وجزيرة قرقنة تنسف سرا وعلنا..
 للتواصل والتفاعـل:

البريد الالكتروني kimo-presse@hotmail.fr الهاتف 587 636 98

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.