يا للغرابة.. خدمة مجرد ساعة من الزمن.. تبقى إلى أجل غير معلوم..
ورقات تونسية ـ كتب حكيم غانمي:
الروتين الاداري بالمرفق العمومي بتونس أصبح خانقا.. وزاد الفساد المتزايد والرشوة المنتشره داخل وخارج أسواره.. زاد المواطن المتعامل بالضرورة مع ذات المرفق قمة العذابات.. ومنتهى الألم.. مما يعجّل بالموت بذاك المواطن المسكين.. نعم يعجل بموته رويدا.. رويدا.. سيما إذا ما تعلق الأمر بمصالح ادارية تسدي خدماتها في اطار ما له علاقة بالمرض.. وما أشوم التعامل مع صناديق التأمين على المرض ومعه صندوقي الضمان الاجتماعي والتقاعد والحيطة الاجتماعية.. والكل يعرف حجم آلامات.. وهول عذابات التعامل الإداري مع مثل تلك الصناديق التي كم هي تزخر بالروتين الإداري.. والإجراءات المعقدة جدا.. وكل التعابير لا.. ولن تفلح في رصد الواقع في تلك العوالم الغريبة..
لكن هذا لا يعني عدم وجود إطارات مركزية تسمح بما هو حقيقة وواقع.. وبخاصة متى تعلق الأمر بتهاون وتقصير من المصالح الجهوية أو المحلية.. والحقيقة تقال مهما كانت جارحة.. وما ورقتي اليوم التي منطلقها مأساة مواطنة فقيرة الحال.. ويتيمة الأب.. حرمتها الأقدار من أن تتمتع بتغطية صحية بالرغم من كون والدها رحمه الله من منخرطي الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.. ولا سبب سوى الجهل بالحقوق وبالاجراءات.. وحال علم الآنسة سميرة بأنه من حقها التمتع بخدمات الضمان الإجتماعي بالرغم من كونها عزباء.. وعلاوة على تجاوز سنها الـ 20 سنة.. بادرت باحضار ملفها الاداري وقدمته للفرع الجهوي للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي المختص ترابيا.. ومرت حوالي 5 أشهر والآنسة سميرة تنتظر الرد.. الى أن تيقنت أنها ضحية للروتين الاداري.. وللإهمال والتقصير الذي بات كالملح في الطعام..
وحال إتصالها بـموقع ورقات تونسية اتصلنا بالمكتب الجهوي المعني فكان رئيسه في رخصة ادارية.. ولمّا عرضنا الموضوع على نائب رئيس المكتب الجهوي للصندوق.. تملص وأعلن هروبه من مواجهة الواقع.. فكانت وجهتنا الرئيس المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.. ومن هناك كان ربط الصلة بيننا ومحمد بن مالك المدير المركزي المكلف بالهياكل الجهوية.. وماهي إلا ساعات قليلة حتى تمّ تسجيل المواطنة سميرة بدفتر علاج والدها المرحوم.. وأصبحت بمعية والدتها الأرملة محل تغطية اجتماعية بقوة القانون.. ولئن تدخل المدير المركزي محمد بن مالك في إطار واجبه.. فله علنا ألف تحية شكر.. ومليون تحية تقدير.. فقط لأنه لم يسمح بما حصل.. وكان تدخله كفيلا بتحقيق الواجب.. وذلك في ظرف ساعات فقط..
وهي حالة من الكثير نوردها مع نداء علني.. مفاده أن نتجند جميعا لمحاربة الروتين الإداري.. وأن نتحد كلنا من أجل إدارة تلتزم بالاجراءات والقانون.. ومن أجل مرفق عمومي يرتقي الى ما إليه نصبو.. ولا خيار الى تحقيق ذلك إلا.. بالإبلاغ الفوري عن كل حالات التسيب والتهور والعبث بالمرفق العمومي..
وأخيرا شكرا لمحمد بن مالك مدير الهياكل الجهوية بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي على سرعة التحرك.. وعلى نجاعة التدخل خدمة لمواطنة سلبت من حقها بسبب الروتين الإداري..
- للتواصل والتفاعل معنا ـ
- البريد الالكتروني: kimo-presse@hotmail.fr - الهاتف -98636587-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.