بحث في الأرشيف

الاثنين، 9 يونيو 2014

وجهة.. نظر: حينما تتجوّل في أعماق تونس "الـدواخـل".. كل الكون يكون مختلفا.. وبلدي بمذاق آخر..

 غربة إحساس المواطن "الـدواخـلـي".. وحديث محزن..
ورقات تونسية - وجهات نظر - كتبت إيمان الجزيري (*):
من المفروض أنك حين تتجول بين ثنايا موطنك تشعر بالأمان والراحة والسكينة والأنس والمواطنة والوطن.. لانك بكل بساطة تتجوّل في موطنك.. ديارك و بين ناسك وأهلك.. ولأنك لا تكون إلاّ به ولا يكون إلاّ بك.. فمن الطبيعي أن تكون سعيدا بين ثناياه.. حين تتجوّل بين شطئانه.. جباله.. رماله.. كثبانه.. سهوله.. وديانه.. منعطفاته.. وهاده.. سهوله.. من المفروض أن لا تشعر بالمرارة و أنت تقف على أيّة حبّة من حبّات ترابه من شماله إلى جنوبه من شرقه إلى غربه.. ولا تشعر بالغربة..  ولا تشعر بالحسرة.. ولا تشعر بالمرارة.. ولا تشعر بالقهر.. وأن لا تشعر أبدا أبدا أبدا بـالـحـقــرة..
ولكن لماذا يشعر مواطنو الدواخل بهكذا شعور؟؟.. هل يبالغون؟؟.. هل يتوهمون؟؟.. الحقرة ليست شعورا يولد مع الانسان.. انها عبارة عن ردة فعل لفعل يمارس ضدّك..
 حين يتجوّل المواطن "الــدواخــلـي" فوق تراب دواخله في وطن من المفروض انه يتقاسم فيه نفس الخبز.. نفس الماء.. نفس الهواء.. نفس السماء.. نفس الأسماء و نفـس العلم (بفتح العين) مع نفس الناس و مع ذلك حين يفتح باب منزله لا يجد نفس الرصيف.. ولا نفس الإنارة.. ولا نفس الحدائق.. ولا نفس المنتزهات.. ولا نفس دور الثقافة.. ولا نفس المهرجانات.. ولا نفس الفضاءات التجارية الكبرى.. ولا نفس الملاعب.. ولا نفس المستشفيات.. ولا نفس المدارس.. ولا نفس الجامعات.. و لا نفس الرفاه.. ولا.. ولا.. ولا.. حينها..
 وحينها فقط .. يكون كل شئ تحمله فيك مــخــتــلـفا.. مختلفا عن ساكني الوطن في الجانب الآخر.. جوعك يكون مختلفا.. ألمك يكون مختلفا.. ثقافتك تكون مختلفة.. تفكيرك يكون مختلفا.. شهادتك العلمية تكون مختلفة.. من يدرّس لك يكون مختلفا.. عقلك يكون مختلفا.. عطالتك تكون مختلفة.. حلمك يكون مختلفا.. صبرك يكون مختلفا.. وحتى غـضبـك يـكــون مختلفا.. لأن كل ما حولك هو أصلا مختلفا.. مختلفا.. ومختلفا..
 (*) رئيس المكتب المحلي للصندوق الوطني للتأمين على المرض بمجاز الباب..
 للتواصل والتفاعـل:
 البريد الالكتروني kimo-presse@hotmail.fr الهاتف 587 636 98

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.