خماسية الألم والأمل المستحيل.. وعقارب زمن تونس متوقفة..
ورقات تونسية ـ كتب حكيم غانمي:
ما أشبه زمن الأمس باليوم.. زمن إختزل 5 سنوات من الألم.. من الخوف.. من الشوق إلى غد أفضل وأحسن من يوم مضى.. زمن كان بسنواته تلك كنصف قرن في حياتنا كتونسيين ومن عامة الشعب لا من خاصته.. لأن ذي الخاصة سبب البلاوي والبلية بعد المليون.. زمن مرّ على عامة شعب تونس الأعصاب متعبة جدا.. والأجساد منهكة أكثر.. والشعور بالأمن فقد.. والإحساس بالأمان أصبح زائرا خفيفا إلينا نحن عامة الشعب في بلدنا تونس التي قالوا عنها مرتزقة المجلس التأسيس بأنها تونس الثانية كتمهيد لدستور كلّف الأغلى كلفة وزمنا في العالم.. وكل مشاعر الفخر والاعتزاز بتونسيتنا باتت طي الزمن الجميل الذي راح وإنتهى.. نعم إنتهى وكفى..
تلك هي سنوات إنقضت من أعمارنا كعامة شعب تونس بات مقضيا عليه أن يصدق أنه يعيش ثورة تتفاخر بها الأمم.. والواقع انها ثورة "مزعومة" وهي كذبك بلا ريبة.. فتونس التي عاشت طيلة سنوات تلك تراجعت فيها الحريات العامة والخاصة.. تكاثر فيها الفساد بتزايد مطرد لعصابات النهب والسرقة تحت جلابيب السلطة والاحزاب والجمغيات والمنظمات.. ذي التي كم ساهمت في تدهور الاوضاع بتونس التي ما عاد عامة الشعب يعرفها.. وما عادت بلدنا تونس تعرفه كعامة الشعب طبعا.. تلك هي تونس التي عاش عامة شعبها خلال خماسية من الزمن تنشد غد عسى أن يكون أفضل..
والواقع أن كل غد يأتي لا يجلب الا المزيد من الألم والمعاناة.. والمزيد من المآسي التي تنوعت مصادرها.. وإختلفت وقعا فينا وعلينا كعامة الشعب.. لأن خاصة من ذا الشعب هو من يقرر.. من يبيع سرا وعلنا كما انه هو من يشتري ويسكر وينتشى من مال عامة الشعب التونسي..
نعم عامة الشعب المهمش والمفقر.. ما كان يعلن انتفاضة هنا وهناك.. بأعماق المناطق المهمشة.. ومن أعماقها تلك الجهات المنسية.. التي كم عاشت منتشية بالأمل الذي قد يحمله الغد.. وهاهي آمــــال سنوات خمس اندثرت لمجرد تنكرت حكومات فاشلة تتالت على الحكم رئاسة ومجلسا وحكومة واعضاءها.. تتالت وماتزال عقارب ساعة التنمية والحرية والشغل والكرامة واقفة..
نعم عقارب ذا الزمن ما تزال معطلة ومعدلة الى أسوأ مما كانت عليه تونس عهد الرئيس زين العابدين بن علي الذي عرف بالمخلوع لمجرد بروز تلك اللحظة التاريحية التي هرموا من أجلها شيوخ ارتقوا الى حكام البلاد.. ومرتزقة من الأحزاب وتجار الدين اصبحوا من كبار المناضلين هنا وهناك وعلى مر العصور حتى.. وها هي كنتيجة حنمية تونس تثور.. وتنتفض.. ومع يقيني ان تونس التي ثارت وانتفض اهلها مؤخرا ليس بكل الجهات..
فقط ربوع من تلك التي تعاني ويلات الفقر والخصاصة والحرمان والعطالة بل البطالة والتهميش.. كلها حقائق باتت تشرع انتفاضة الشعب بتلك المناطق المنكوبة.. ذي التي لا قدر لها الا ان تكتب تاريخ تونس بلا وصاية وبلا خوف ودون تملق.. إنه تاريخ تونس التس يجب أن تحترم سلطاته وحكوماته ورئاساته شعبها فردا فردا.. وأن تقاوم الفساد الاداري والمالي بالبلاد.. وأن تحترم حقوق الانسان مهما كان ضعيفا او مهمشا.. إنتفاضة شعب من أجل كرامة حقيقة للفرد.. ومن أجل عدالة إجتماعية وتنمية إقتصادية عادلة وعادلة جدا..
وهو البديل الذي اختاره شباب من عامة الشعب التونسي من ضحايا سياسة التوافق الملعون.. شباب ممن أنهكتهم البطالة والتهميش والتضيقات الامنية في غياب لثقافة تطبيق القانون دون مزية من أحد.. وأمام إنعدام الإحساس بأن الحريات والحياة عامة بمختلف تجلياتها واجب على الدولة وأفرادها كمستخدمين طبعا.. أن تحميها ولو بقوة القانون.. مع إعلاني رفضي المطلق للفوضى وما يتبعها من الاضرار بالملك الخاص والعام والقتل والسلب والنهب باسم الاحتجاج والتظاهر.. ومع تصريحي بأني من مساندي الاحتجاج والتظاهر سلميا وباسلوب جد متحضر..
البريد الالكتروني kimo-presse@hotmail.fr الهاتف 587 636 98
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.