بحث في الأرشيف

الأربعاء، 7 أكتوبر 2015

متابعات: شركة "إسمنت بنزرت" تنهار بعجزها المالي.. وحيرة عن مصير أمثالها من الشركات الكبرى..

 تواصل إنعدام الرقابة والتدقيق.. والإفلات من المحاسبة هو السبب..
ورقـات تـونـسـيـة ـ كـتـب حـكـيـم غـانـمـي:
للأسف الشديد تنامت ظاهرة رغبة الحكومات المتعاقبة على تونس الرامية إلى تخصيص أو بالأحرى خوصصة بعض الشركات والمنشآت العمومية ببلادنا.. والسبب الحقيقي هو الفشل الذريع الذي به منيت الحكومات هذه في إنجاح مثل هذه الشركات والمنشآت الوطنية.. ولا مبرر لذلك سوى تواصل الفساد الإداري والمالي بها.. وكيف لا يمكن الجزم بمثل هذا الإقرار والرقابة العمومية والقانونية والإدارية تنعم بنوم عميق علاوة على ما ميزها من جبن وخوف إن فعلت ودققت وفتحت مثل تلك الملفات بجدية ومهنية..
والسبب طبعا هو تواصل المحسوبية والعلاقات والمعارف وما أدراك من آفة "المعارف" و "الأكتاف" وحكم العائلات بالرغم من وضوح كل الأمور.. ومن خلال ورقة اليوم أتناول الوضع المأساوي لشركة "اسمنت بنزرت" التي علمنا وضعيتها المالية خلال السداسي الأول من سنة 2015 حققت عجزا صافيا بقيمة 1.14 مليون دينار مقابل عجز بقيمة 4.14 مليون دينار خلال نفس الفترة من سنة 2014..
 في حين حقق رقم أعمال الشركة خلال السداسي الأول من سنة 2015 ارتفاعا بنسبة 10% مقارنة بسنة 2014.. فيما بلغ حجم مبيعات الشركة 26.3 مليون دينار مقابل 23.7 مليون دينار خلال سنة 2014.. كما سجلت شركة "اسمنت بنزرت" عجزا قدره 6.6 مليون دينار مقابل 9.8 مليون دينار في نهاية الأشهر الستة الأولى من سنة 2014 وبلغت القروض المصرفية المستحقة 80.9 مليون دينار مقابل 62.6 مليون دينار إلى حدود تاريخ 31 ديسمبر 2014..
ومن خلال قراءة خاطفة لما سبق بيانه من أرقام ودلالات تصب في خانة تلك المؤشرات.. نتبين بوضوح الانهيار المالي المتسارع لهذه الشركة الصناعية الهامة.. ومن الواجب لفت النظر إلى أن سوء التصرف المالي والإداري للكثير من الشركات التونسية الكبرى مثل شركة "اسمنت بنزرت" يبقى سببا وجيها في دمارها وانهيار ميزانها المالي.. وبالتالي الإقرار بنهايتها عاجلا أم آجلا.. ولعل جرد الشركات الصناعية ببلادنا التي شارفت على الانهيار يطول.. ولا سبب لذلك الا كثرتها أمام تواصل إهمال التدقيق والمحاسبة لمن كانوا السبب في ذلك.. لكن تغلغل الفساد بمختلف أنواعه في مختلف أشبار وطني يحول دون ذلك.. ومع ذلك وجب التنبيه إلى مثل تلك الآفات التي تتكاثر في بلدي المنكوب..

 للتواصل والتفاعـل:
 البريد الالكتروني kimo-presse@hotmail.fr الهاتف 587 636 98


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.