لم يعد للمواطن إلا منطق "الذراع" لانتزاع حقوقه المكتسبة..
ورقـات تـونـسـيـة ـ كـتـب حـكـيـم غـانـمـي:
أخيرا بلغنا مرحلة قمة التسيب ومنتهى العجز الحكومي على تأمين حق المواطن في العلاج والتداوي بالمؤسسات الاستشفائية العمومية التي ليس من باب مزيتها ولا من باب مزية الحكومة والدولة ككل أن تسدي خدماتها الى عامة الشعب.. وهي خدمات مضمونة بالدستور والقانون.. أخيرا بات واضحا عجز الحكومة على تأمين هذا الحق الدستوري والقانوني.. وليس بعيب أن نعترف بهذه الحقيقة.. وأخيرا وجد المواطن "المسكين" نفسه مجبرا على نيل حقه بنفسه وبقوة عضلاته وان كان ضعيف البدن فعضلاته تستمد قوتها من قلبه المجروح.. ومن روحه التي بلغت منتهى اليأس جراء فشل الدولة في ضمان حقه في التداوي..
ولست بمبالغ في التعبير ولا بمدع باطلا فيما صغت من عباراتي هذه التي بها أقصد ما أتحفتنا به آخر حلقة من المسلسل المكسيكي الخاص بما حدث..
وما يزال يحدث بالمستشفى الجامعي "الحبيب بورقيبة" بصفاقس كمؤسسة عمومية للصحة.. والأخبار الواردة من هناك تفيد بتحوّل فضاءات هذه المؤسسة الى ساحة للوغى والضارب والمضروب.. بسبب تشاجر وخصومات مادية وكلامية بين أعوان المؤسسة والمرضى ومرافقيهم..
وما يزال يحدث بالمستشفى الجامعي "الحبيب بورقيبة" بصفاقس كمؤسسة عمومية للصحة.. والأخبار الواردة من هناك تفيد بتحوّل فضاءات هذه المؤسسة الى ساحة للوغى والضارب والمضروب.. بسبب تشاجر وخصومات مادية وكلامية بين أعوان المؤسسة والمرضى ومرافقيهم..
والسبب طبعا هو حرمانهم من حق التداوي بسبب إضراب عن العمل تبنته نقابة الصحة بالمستشفى كاحتجاج على تعيين شكري التونسي كعسكري كمدير عام للمؤسسة.. أمام إصرار وزارة الصحة ومعه رئاسة الحكومة على التمسك بقرار التعيين الذي رفضته النقابة.. وبتدخل الأمن لفض النزاع بين الطرفين فإني لا أعتقد بأن المرضى قد نالوا حقوقهم في العلاج وكذلك لم تكسب النقابة المتمسكة بممارسة فعلية للاضراب مبتغاها.. وبالتالي أرى انه من الخزي والعار أن يتحول المواطن المريض الى سلعة سياسية جد رخيصة تباع وتشترى بين الوزارة والحكومة من جهة والطرف النقابي من جهة اخرى..
وها أني أعلنها ولا أخفي قولي.. بأن المواطن في تونس أصبح مجبرا ومكرها على نيل حقوقه المكتسبة بالدستور والقانون.. ولو بقوة الذراع..
وما تداعيات حلقات المسلسل المكسيكي وبها أعني الاحداث الجارية بالمستشفى الجامعي "الحبيب بورقيبة " بصفاقس الا حجتي ومرجعي.. والحال أن التلاعب بحق المواطن في الصحة ما يزال خطا أحمر ليس من السهل تجاوز حده بل قل حدوده.. والاحمرار الذي أعني كلون مطابق بالتحديد للون الدم ورائحته.. والفاهم يفهم.. وكفى..
للتواصل والتفاعـل:
البريد الالكتروني kimo-presse@hotmail.fr الهاتف 587 636 98
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.