.. وتحوّل المشهد إلى صورة مكثّفــة للفشل..
** بقلم الأستـــاذ نــعــمــان مــزيـد
(المحامي لدى التعقيب بصفاقس)
ورقات تونسية - مختارات:
صباح هذا اليوم مثل السيد كمال لطيف أمام السيد قاضي التحقيق الخامس لدى المحكمة الابتدائية بتونس ، وتأجّل سماعه نظرا تقدّم كل من لسان الدفاع والنيابة العمومية بمطلب في الاستجلاب.. ومرّة أخرى يتضح حجم اللخبطة التي اتسم بها أداء الجهاز القضائي السائر ـ في جانب كبير منه ـ على خطى وسياسة الوزير السابق السيد نور الدين البحيري، فبعد كارثة ما سمي "بتطهير القضاء" وإعفاء حوالي 80 قاضي (التحق عدد كبير منهم بالمحاماة).. وفضيحة ملف سامي الفهري يتواصل مسلسل الاستقواء بالقضاء على الخصوم السياسيين والابتزاز.. ولكن هذا الاستقواء (الموروث من حكم بن علي) كان "بطريقة فجة وبدائية وتؤشر على قلة حرفية ممّا يؤكد صحة المثل القائل" يفعل الجاهل بنفسه ما لا يفعله عدو..
فالواضح أن الخطّة كانت تقتضي أن يتمّ إيقاف المظنون فيه السيد كمال لطيف يوم السبت وقد أعدت العدّة ليكون المشهد "على الجزيرة مباشر" بحيث يظهر لكل العالم أن هذه الحكومة التي ينعتها البعض بالفشل هي رمز النجاح على الفاسدين والمتآمرين على الثورة والأزلام.. إلخ..
ولكـــن انقلب السحر على الساحر وتحوّل المشهد إلى صورة مكثّفــة للفشل: إن أي رجل قانون يعرف جيدا أن موضوع تنفيذ البطاقات القضائية بما فيها بطاقة الجلب هي من صلاحيات الضابطة العدلية تحت إشراف النيابة العمومية وهو ما أشار له السيد وكيل الجمهورية بتونس..
ولكـــن انقلب السحر على الساحر وتحوّل المشهد إلى صورة مكثّفــة للفشل: إن أي رجل قانون يعرف جيدا أن موضوع تنفيذ البطاقات القضائية بما فيها بطاقة الجلب هي من صلاحيات الضابطة العدلية تحت إشراف النيابة العمومية وهو ما أشار له السيد وكيل الجمهورية بتونس..
وهو أيضا ما جعل السيد قاضي التحقيق وفي سعي لتبرير انتقاله إلى منزل المظنون فيه يصرّح على قناة المتوسط أنه انتقل ليعاين واقعة الاعتداء على عون الأمن، ونسي مرّة أخرى أنه لا يجوز له التعهّد بتلك الواقعة "إن صحّت" إلاّ إذا تكفّلت النيابة العمومية بإثارة الدعوى وعهّدته بالملف..
دون الخوض في إدانة السيد كمال لطيف من عدمها فإن "سياسة الفبركة" والاستقواء "بالأذرع القضائية" والتي وجدت فيها حكومة الفشل ملجأ وأداة طيعة بعد أن قامت برسكلتها و"تزييتها" لن تثمر، بل ستكشف أكثر فأكثر العجز حتى في مقاومة الفساد المزعومة، ودون وعي تفرش هذه الحكومة أرضية خصبة لخصومها وتيسّر لهم فضح عجزها حتى على احترام أبسط قواعد دولة القانون.. فصدق من قال: "يفعــل الجــاهــل بنفســــه.."..
(الأستـــاذ نــعــمــان مــزيـد - 04 نوفمبر 2013)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.