بحث في الأرشيف

الجمعة، 14 يونيو 2013

تحت المجهر: اعادة لمقال نشرته يوم 19 ماي 2011 تحت عنوان "حماة الوطن.. لا يخشون الرصاص ولا العصابات" .. لمن فاته اني احترم المؤسسة العسكرية..

الجيش.. حماة الوطن.. لا يخشون الرصاص ولا العصابات.. في سبيل أمننا ومناعة بلادنا.. وأرواحهم فداء للوطن..
 ورقات تونسية ـ كتب حكيم غانمي: 
ترددت في الكتابة بشكل مباشر لأخاطب رئيس أركان الجيوش لا في شخصه كرشيد عمار.. وإنما بصفته كرئيس أركان الجيوش التونسية والمتكونة من جيش البر، جيش الطيران وجيش البحر.. ترددت لأن الكل لا يعلم إن كنت صاحب القرار.. بمعنى اليقين.. مع أني مثل "الكل" أشعر بأنك أنت الحاكم الفعلي منذ إنطلاق ضحى يوم 14 جانفي 2011.. منذ ضحى ذاك اليوم الباسم بفرح الحدث التاريخي الذي صنعه الشعب التونسي بحماية من جيشنا الوطني الذي نالكم الإشراف على دواليبه.. وكيف لي أن لا أقول "الحدث التاريخي".. ذا خـلّـد هروب الطاغية والظالم المستبد الرئيس المخلوع.. وبالتالي سقوط نظامه البائد.. ليكون أول خطوة نحو تحرر الشعب التونسي والشعوب العربية من طغيان حكامها.. وظلم "شيوخ" دولها المسكينة.. ولا أنكر أني ترددت كثيرا منذ أسابيع خلت لأخصّك برسالة علنية.. لا لألومك فيها عن موقفك "الشخصي" من قضية تداعيات تصريحات فرحات الراجحي القاضي الفاضل ووزير الداخلية السابق.. ولا حتى لأساندك أو أعارضك في ذلك.. إن كان في شخصك أو في شخص المؤسسة العسكرية الوطنية التي تمثلها بحكم رئاستك لأركان جيوشها..

 ترددت في مكاتبتك كمواطن تونسي أعتّز بأني من التونسيين ممن أدوا واجبهم الوطني.. وبفخر وإعتزاز إنظممت تحت واجب الخدمة الوطنية بإدارة المركز الجهوي للتجنيد والتعبئة بقابس.. وأفتخر أني عرفتك هناك.. ذات 15 دقيقة من الزمن.. حينما قابلتك بمكتبك ذات صبيحة بحكم أني مجنّد وأنت رئيس أركان إقليم الجنوب للجيش التونسي.. أيضا ترددت في مكاتبك لا لتذكيرك بهذا.. ولا لغرض شكرك والثناء عليك.. ولا لنقدك.. سيما أنك أصبحت محل إهتمام كل وسائل الإعلام بالعالم ..
شكري الذي.. بـدّد تترددي.. مع يقيني أن كل هذه التعابير لا تفيهم حقهم..
ومرد هذا أنك رئيس أركان الجيوش بتونسننا الغالية.. وما احوجني "آنيا" لعبارات تكون معبرة جدا للإعتراف بمزايا وجميل جيشنا الوطني على البلاد والعباد.. نعم.. أعترف بعجزي.. ذا الذي لم يسعفني بالتعبير عن الكم الهائل من الحب مني.. ومن كل أبناء شعب تونس الخضراء.. نحو.. وإلى جيشنا الوطني.. وحتى عائلاتهم.. ولا أستثني منهم الأزواج ولا الأبناء.. ولا حتى عائلاتهم وبخاصة آباء العسكريين وأمهاتهم.. وإلى هذا الكم الهائل من الحب.. وربما المحبة إليهم، إن كانت فعلا "المحبة" أقوى من "الحب" إصطلاحا.. زد تقديري وتقدير الشعب التونسي من أقسى الشمال إلى أقسى الجنوب إلى كل من ناله شرف إرتداء البدلة العسكرية.. وما اعدلها بدلة لا تمييز من صغار الرتباء ولا كبارهم.. ولا حتى الجنود من المدعويين.. إليهم العسكريين من بنزرت إلى بنقردان.. من جيش البر.. ومن جيش الطيران.. ومن جيش البحر.. إليهم كلهم.. فردا.. فردا.. منتهى التقدير وعميق الإحترام.. وكل التبجيل بصدق ولا أية ذرة للمجاملة.. أقول هذا من قلبي.. ومن قلوب كل التونسيين.. إليهم جيشنا الوطني.. بفروعه البرية والبحرية والجوية.. لأنهم فعلا من الجديرين بهذا.. وكل هذه التعابير لا تفيهم حقهم الحقيقي.. ومن خلالك يا حضرة رئيس أركان الجيوش التونسية.. التي اعطت الدرس في حماية البلاد والعباد.. وأعطت المثل في الذود عن مناعة البلاد وسلامة العباد.. أخصك كما اخص أقل درجات الرتباء والجنود.. كما أخص كل العسكريين بكل الرتب.. أخصهم بما أسلفت بيانه بتعابير ليتني وجدت بل إهتديت إلى ما أبلغ وأعمق منها.. ولي ما يبرر هذه "الورقة" التي أردتها في هذا التاريخ دون غيره.. ومبرر كتابة رسالتي اليك.. في ظرف زماني كهذا.. هو حقيقة ما بددّ كل ترددي..
الجيش.. لم يتململ.. ولم يطالب بنقابة.. ولا بزيادة.. ولم يحتج..
أما سبب إختياري لمراسلتك في مثل هذا التاريخ.. هو ما إنتابني ككل التونسيين من حزن عميق.. وألم كبير.. بسبب أحداث جهة الروحية من ولاية سليانة صبيحة يوم 18 ماي 2011.. كان مبددا لصمتي.. وكان مفجرا لكل ترددي.. وها أن رسالتي إليك.. علنا.. تنطق بأن إستشهاد العقيد الطاهر العياري ومن معه من العسكريين.. زادني ككل التونسيين.. بالرغم من الحزن والعميق والألم افخر وإعتزاز بجيشنا الوطني.. جيشنا الذي أعطى المثل في الوطنية وفي حب البلاد التي يفديها كل عسكري بدمه وبروحه.. ليلا ونهارا وعلى مدار اليوم وبتداول الايام المتلاحقة ودون انقطاع.. لا البرد يثنيهم عن تفعيل حقيقة انهم العيون التي لا تنام.. ولا الحر يليهم عن حماية البلاد.. ولا "شؤونهم العائلية" تشدهم عن تامين سلامة وامن البلاد والعباد.. وكل تونسي كتب له القدر ان يعيش أقصى حالات الطوارئ.. وعايش كم أن الجيش الوطني بحق.. وبكل أصنافه.. وبمختلف العسكريين.. كم هم في إنضباط.. وعمل متواصل دون إنقطاع.. لا يثينيهم الخوف ولا يصدهم التعب والعمل دون نوم.. لا يغفلهم عن تأمين حراسة البلاد من الداخل والخارج.. وأحداث 14 جانفي عينة تختزل ما أود اليه الإشارة.. ومع كل هذه التضحيات في سبيل الوطن وحمايته.. وفي عز الازمة وأوجها إنفلات الأمن وإنسحبت قوات أمننا الداخلي "في وقت ما" حينما تزايدت مطالبهم.. فإن الجيش الوطني إستبسل.. وقاوم.. وتحدى كل شيئ.. وهو القطاع الوحيد ببلادنا لم يستغل الظروف لإعلان مطالب خاصة كغيره من القطاعات الأخرى.. فالجيش التونسي لم يتململ.. ولم يطالب بنقابة.. ولا بزيادة.. ولم يحتج.. ولم يكن في عمق أزمة البلاد.. إلا أنه المثل.. في حب البلاد.. والحرص ليلا نهارا.. على حمايتها وتأمين أمنها وعبادها.. لأنه ببسيط العبارة.. هو.. أعني الجيش الوطني.. حامي البلاد.. وهو فعلا.. برهن على أنه فـــداء لنا وللوطننا..
أصيك أن تكون.. نقيبا لكل العسكريين.. لتكريمهم معاشيا.. وهاتفيا..
وإن كان جيشنا الوطني في ظروف عصيبة مرت بها البلاد.. وفي عمق الإنفلات الأمني.. لم ينسحب.. ولم ينساق وراء المطالب ذات المصلحة "القطاعية" أو "المهنية".. فهذا وحده يكفيني لتحيته وشكره وتقديره.. فهو في اعماق الصحاري.. كما في اعماق الجبال.. كما في أعماق "الاميال".. كما في الجو العالي.. يرابط بقواته الباسلة ليلا نهارا.. وبالأسابيع المتتالية ودون إنقطاع.. هنا.. وهناك يكون العسكري مهما كانت رتبته.. متسلحا بحب الوطن وبإيمانه بالذود عنه وحمايته مهما كانت الأمور.. وإن تعلقت الأمور بتقديم روحه كفداء للوطن.. فمابالك بأن تثنيه عن ذلك انه ابن لوالدين.. وأخ لأخوة.. وقريب للأهل.. وصديق للأصدقاء.. وأب.. وزوج.. والحال ينطبق عن العسكريات أيضا.. قلت العسكري لا تثنيه هذه الروابط العائلية والإجتماعية عن الإجتهاد.. والمزيد من الإستبسال في خدمة البلاد.. وحمايتها.. زاده حبه لتونس.. ورفيق دربه سلاحه العسكري بمعية شرفه العسكري.. وهو ما جعله محل إعجاب وتقدير كل التونسيين وحالي كحالهم دون شك.. وبهذا أختم رسالتي إليك.. ولا أرجو منك بصفتك قائد أركان الجيش التونسي "برا وجو وبحر" إلا أن تكون نقيبا لكل العسكريين.. لتمثلهم لدى حكومة لا تعطي مكانة لأحد ولا تستجيب لطلباته إلا متى احتج وإعتمد "الصفة النقابية" كورقة ضغط لتحقيق المطالب "القطاعية" و"الخاصة".. أصيك خيرا بكل أفراد جيشنا التونسي الذي أفراده وهبوا حياتهم من اجل مناعة البلاد وسلامة العباد.. وأوصيك أيضا.. بأن تعمل على مساعدتهم من حيث واجب أحقيتهم في التمتع براتب شهري محترم.. لأنهم بعملهم 24 ساعة على 24 ساعة.. ودون إنقطاع بالرغم من المخاطر الكثيرة التي لها يتعرضون بحكم وظيفتهم وبخاصة مراعاة لمهامهم في ظل ما تمر به بلادنا من نكبات سياسية وأزمات امنية من الداخل والخارج.. أصيك بأن تسارع في الدفاع عن كل العسكريين للزيادة في رواتبهم.. لأنهم اجدر من "دعاة حب الوطن" بالبيانات.. والبلاغات.. والجلسات في أفخر المكاتب وبمواقع المنابر ذات المكيفات.. أصيك خيرا بهم.. وأخيرا ألتمس أن تخصهم بحق الإتصال الهاتفي بعائلاتهم مجانا.. وهم من المستمرين دون انقطاع بكل أشبار البلاد.. على مدار الليل والنها.. وهذه أعجل وصية.. لأانها أكثر وقعا في نفوسهم.. وأعظم حتى من زيادة رواتبهم..
عاش الجيش التونسي حامي البلاد والعباد..عاشت تونس حرة مستقلة..
---------------------------------------
رابط المقال الأصلي المدوّن بالتاريخ:
http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=18084#.Ubt_tef5LVV

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.