نداء الى الحكومة بتحقيق الحق الدستوري للمواطن في العلاج..
ورقات تونسية ـ كتب حكيم غانمي:
هل كتب على الفقراء والبسطاء من التونسيين الموت البطيئ..؟؟.. وهل كتب لهم.. وعليهم أن يحرموا من حقهم في العلاج بسبب أن مقرات سكناهم بالقرى والأرياف والمناطق الداخلية للبلاد لا تتوفر على مستشفيات جامعية.. وإن كانت مستشفياتهم الجهوية مجهزة بالآلات والتجهيزات الطبية الضروروية لكن دون توفر أطباء الاختصاص..؟؟.. تلك هي بعض من أسئلة حارقة جدا تفرض نفسها كتمهيد لورقة اليوم التي من خلالها نتناول قمة العذاب الذي ذاقه العم "علي الوسلاتي" بسبب المرض أمام عجز قسم الجراحة العامة بالمستشفى الجهوي بسليانة من تمكينه من صورة بالاشعة بواسطة الحقنة.. والسبب هو توفر التجهيزات الطبية للغرض.. لكن مع الاسف لا يوجد فنيين يشتغلون عليها.. وهو ما زاد في تعكر الحالة الصحية لهذا المواطن الذي أصبح مهددا بانفلاق "مرارته" في كل وقت.. ولولم يكن العم "علي الوسلاتي" من الفقراء والبسطاء لما سارع الى الخواص لاجراء الصور الطبية لدى الخواص.. وتلك هي حكاية أخرى..
ومن جهتنا ومن باب واجب الاشعار بموطن الخلل بالمرفق العمومي.. وحال اعلامنا بحالة هذا المواطن من طرف عائلته جمعنا العديد من المعطيات عن الموضوع.. وعلى الفور كان لـ "ورقات تونسية" إتصال بالدكتور عادل الحدادي المدير الجهوي للصحة بسليانة.. وأفهمنا الدكتور الحدادي أنه بات بقوة القانون محمولا على مصالح وزارة الصحة تمكين هذا المريض من حقه في العلاج مهما كانت النواقص بالمستشفى الجهوي.. فقط لانه يتمتع بمجانية العلاج المجاني بحكم توفره على دفتر علاج من صنف التعريفة المجانية.. وللحقيقة تفهم الاطار الطبي بولاية سليانة ووعد بمراجعة ادارة المستشفى الجهوي بسليانة في الغرض.. وكان ذلك صبيحة الجمعة 13 أكتوبر 2017 وخلال فترة العمل الاداري طبعا..
إلا أن الحالة الصحية للمواطن عم "علي الوسلاتي" تعكرت جدا مساء نفس ذلك اليوم.. فتم نقله الى المستشفى المحلي ببوعرادة.. ومن هناك قرر طبيب الاستمرار بالاستعجالي نقله على جناح السرعة الى المستشفى الجهوي بسليانة.. وهنا عادونا اعلام المدير الجهوي للصحة بالجهة.. وبتدخله العاجل تم تجاوز الاشكال حيث تقرر طبيا إرقاد المريض بقسم الجراحة العامة لمتابعة حالته الصحية واجراء ما يستلزم من فحوصات وكشوفات طبية.. ولئن نتوجه بالشكر والتقدير الى الدكتور عادل الحدادي المدير الجهوي للصحة بسليانة ومعه كافة الطاقم الطبي وشبه الطبي محليا وجهويا على تجندهم محاولة لتجاوز العراقيل في انقاذ المرضى بقطاع الصحة العمومية بالجهة.. بالرغم من نقص الامكانيات المادية والبشرية.. وبخاصة قلة اطباء الاختصاص بالرغم من توفر التجهيزات الطبية المطلوبة.. وهذه حقيقة وجب الاشارة إليها..
فاننا نتوجه بنداء عاجل مفاده لابد على الحكومة من التدخل الجدي والعملي والعاجل لانقاذ اهالينا من مختلف المناطق الداخلية.. سيما وانه من حقهم في العلاج مهما كانت الظروف قاهرة.. ولعل معظم مناطق الولايات بالداخل لا تتوفر على الحد الأدنى لضمان حق المواطن في العلاج كحق دستوري وكواجب على الدولة مما لا شك فيه.. ومع الاسف كم من مواطن يموت جراء اهمال حقه في العلاج.. وهذا ثابت وحاصل بلا ريبة.. وذلك سعيا الى ان لا تبقى حقوق الانسان في تونس مجرد شعارات.. والحال انها حقائق مرعبة جدا.. وبهذا ننهي ورقة اليوم مع تجديد الشكر والتقدير للدكتور عادل الحدادي المدير الجهوي للصحة بسليانة نظير تجنده لتلقى نداءات "الغلابة" من عامة المواطنين ممن شاء لهم القدر أن يعانوا ويلات المرض وقلة الامكانيات الخاصة ومحدودية الامكانيات العامة بمختلف مؤسسات الصحة العمومية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.